Saturday, March 13, 2010

بلا عنوان

أنا متعبة جدا ..
بدنيا وذهنيا ونفسيا ..
مشتتة كما لم يحدث من قبل
خائفة كما لم أكن من قبل
وحيدة كما لم أشعر من قبل
يائسة كما لم أتصور أن أكون يوما ما

إنه شعور فظيع أن تنتهي حياتك وأنت لم تزل تحيا ، أن تحيا بلا هدف لك ، أن تنتظر المستحيل!!
هل أنا فعلا انتظر المستحيل ؟
هل بلغ بي حد رفض الواقع إلى إيقاف حياتي حتى يتم تغييره؟
وماذا لو لم يتغير؟
لو؟؟؟؟؟
إنه لن يتغير .. لابد أن أصدق هذا.
ولكن ماذا لو استغرق تصديقه مني سنوات .. الأزمة في أني لست وحدي .. معي طفل لا أفهم كيف ائتمنني إلهي عليه .. كيف أراعي وأعلم وأربي انسانا من المفترض أن يصبح "أحسن واحد ف الدنيا" وأنا لا أستطيع اجتياز أزمتي ..
كيف سأعلمه أن يكون قويا .. أن يحتمل .. أن يشكر ..أن يصبر ويثق أن الله يدبر الخير دائما .. كيف أواسيه عن غياب والده وأنا افتقده في كل لحظة من حياتي ملايين المرات .. كيف أعوضه حبه وحنانه ؟

سألتني مرة إحداهن " هو صفوت واحشك؟ "
وكم كان شعوري بالمرارة عظيما .. لحظتها عرفت معنى الغصة بالحلق .. وهل تسأل؟؟ ألا تفهم أني مازلت أعيش معه، مازلت انتظر عودته من العمل ، مازلت اتمنى أن افيق من هذا الكابوس اللعين وأجده أمامي عندما أفتح عيناي، ساعتها سأحتضنه بشدة .. بشدة ..بشدة ولا أطلقه، سأفرغ دموعي على كتفيه وأعاتبه لأنها انسكبت طويلا على الأرض القاسية ، لأني ناديته كثيرا ولم يرد، وطلبته مرارا ولكن هاتفه "خارج نطاق الخدمة".
سألومه لأنه احتمل غيابي ولم يعلمني احتمال غيابه، لأنه غاب عن حياة بافلي ، لم يكن هناك يوم رفع رأسه وحده للمرة الأولى ، لم يواسه ليحتمل آلام ظهور أول سن في فمه، لم يمسك يده ليخطو خطوته الأولى ، ولم يحتضنه عندما نطق أول كلماته .. "بابا"

كثيرون أوهموني أن السنة الأولى بعد الفراق دائما هي الأصعب، ولكنهم لم يخبروني كيف ستصبح بقية السنوات سهلة. وهاهي السنة الثانية على وشك الانقضاء ، والحال كما هو إن لم يكن أسوأ.

وماذا الآن؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إن هذا السؤال هو مادفعني للكتابة منذ البداية، لا أنكر أني اخرجت انفعالا كان كامنا داخلي وأنا أكتب، وهذا مريح ولكن فعلا .. ماذا بعد؟؟؟؟؟؟؟
حقيقة لا أعلم ، والأسوأ أني لا اهتم.
كل ما أردته من جلستي هذه هو أن اطلق ليدي العنان لتضغط على حروف الكيبورد كما تشاء ، وتسجل ما بداخلي لعله يكون مفيدا لي لو قرأته في وقت آخر وأنا أبحث عن الحل.

3 comments:

Ghada said...

كل الكلام قدامك وقدام احساسك وطزاجة جرحك وصبرك وقوة شخصيتك وضعفك الإنساني السامي.. مالوش أي لازمة!..

بقالي أسبوع بحاول أقول لك إنتي قد ايه جميلة وأنا قد ايه باحبك ومش عارفة ..

عارفة إن ما بيننا مفيش فرق ديانات، عشان كده لما الآية دي جت في بالي قلت أقولهالك


وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156)

--
بكرة جاي يا ميرو.. بكرة بتاعك وبتاع بافلي.. اديله فرصة يتنفس.. ما تخنقيهوش عشان خاطر النبي ! :)))

نادي حواء said...

كلام جميل

العاب said...

well done